موقع الكاتب فتحي عوض

موقع الكاتب فتحي عوض
أديب وشاعر وطني إسلامي النّفَس.... ولد في بلدة بيت أمر من أنحاء مدينة خليل الرحمن في فلسطين في العام 1953..يؤمن أن خلاص البشرية من المعضلات والمآسي الإنسانية المعاصرة هو فقط بالأوبة إلى الله سبحانه وتعالى .... وُلد ونشأ في فلسطين ودرس الفقه الإسلامي وعلوم الطبيعة والطيران... تجول في الكثير من البقاع والأمصار وتأثر أدبه بنزعة إنسانية شاملة... له ألمجموعة الشعرية ( ألفية فتحي عوض ) رباعيات شعرية في سبعة أجزاء وملحق ,,ورواية واحدة (شعب لا يموت ... مأساة في سبعة أجزاء...) ومسرحية واحدة (الملكة والشنفري... ملهاة ساسيه في ثلاثة أجزاء...) والعديد من دواوين الشعر....

فتحي عوض:

أديب وشاعر وطني إسلامي النّفَس.... يؤمن أن خلاص البشرية من المعضلات والمآسي الإنسانية المعاصرة هو فقط بالأوبة إلى الله سبحانه وتعالى .... وُلد ونشأ في فلسطين ودرس الفقه الإسلامي وعلوم الطبيعة والطيران... تجول في الكثير من البقاع والأمصار وتأثر أدبه بنزعة إنسانية شاملة... له المجموعة الشعرية ( ألفية فتحي عوض ..رباعيات شعرية في سبعة أجزاء وملحق ..وله رواية واحدة (شعب لا يموت ... مأساة في سبعة أجزاء...) ومسرحية واحدة (الملكة والشنفري... ملهاة ساسيه في ثلاثة أجزاء...) والعديد من دواوين الشعر....



ملحوظة : للوصول الى مواضيع المدونة يُرجى النقر على الأسهم الصغيرة الواقعة تحت صورة العين مباشرة...





الاثنين، 24 ديسمبر 1979

قراءة في ( الفاروق ) عمر بن الخطاب...

قراءة في الفاروق عمر بن الخطاب...
/بين زهد ومسؤولية الحاكم..وكرامة وحرية المحكوم...
زهد ومسؤولية وحرية لم يشهد لها التاريخ
مثيلا....)
( إهداء الى روح سيدنا عمر..والى ارواح الرجال الذين يسرهم ويشرفهم
بفخر واعتزاز ان ينتسبوا الى روح هذه الامة التي ينتسب اليها عمر )
اللهم فإن علمت انا نحب عمرا في حبك و نبيك وامته..
فإنا نحتسب ذلك عندك....
_ عمر ابن الخطاب ابن عدي..أبو حفص...وزير صاحبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ..وخليفته ابو بكر الصديق..وخليفة المسلمين الثاني بعد صاحبه الصديق..أحد العشرة المبشرين بالجنة..وأحد علماء الصحابة..
_ أسرته بنو عدي بطن صغير من بطون قريش.. اشتهروا بنبوغهم
في شؤون القضاء..فكانوا محل ثقة وتقدير وهيبة...
_ عمر الفاروق رضي الله عنه وارضاه احد اعظم أفذاذ التاريخ الاسلامي بعد صاحبيه رسول الله وابي بكر الصديق...الذين
أمكنهم الجمع بين الاسلام رسالة حقيقة انسانية وحضارية ووطنية
عالية الاهداف سامية الغايات..
_ مآثره في الحكم لا تدركها مقالات..منها على سبيل المثل .. التاريخ الهجري ..
_استقلال القضاء ـ تدوين الدواوين .تمصير الأمصار _
وضع الخراج على الأراضي المفتوحة ...
فالفتوحات الإسلامية على نحو واسع شرقا وغربا..
_ نصر الله عز وجل فنصره في فتح المدائن والبلاد والامصار..عمر ابن حنتمة
وابن ام شملة..يدعو نفسه..وليس ( الزعيم والقائد والفذ والملهم والالهة المتألهة في القوم ..)
فكان له النصر في البويب والجسر ونهاوند ..وفتح دمشق وبيت المقدس ومصر وليبيا والنوبة..
وفي عهد ( عمر ) كما كان يحب ان يدعو نفسه غالبا ..وقعت المعركتان الخالدتان القادسية واليرموك منهيا بهما سيطرة الفرس والروم على بلاد العرب ..لتغدو الامة في عهده الامبراطورية العظمى التي تتقدم صدارة القوافل والمواكب البشرية برمتها..
_ زاهد عابد شديد التقوى ..على ما وصف به من ضخامة الجسم وشدة وغلظة في حرمات الله عز وجل ..شديد رقة القلب..يلبس خشن اللباس ويرقع ثوبه
ويمشي او يركب حمارا او بعيرا..وفي اعوام المجاعة ظل يأكل الزيت حتى بصر وجهه..وعندما انكر عليه اصحابه ذلك رحمة به وخشية عليه
اجابهم بعبارته الخالدة : كيف اشعر بشعوركم إذا كنت لا اطعم من طعامكم...؟؟!!!
_ شديد عفة النفس ..أبكى طفلا له..التقط درهما لبيت مال المسلمين
كر حتى انتهى اليه ..فبكى لبكاء الطفل ابو هريرة رضي الله عنه..
_ رعيته بادلته الصدق والوفاء والعفة ..وعلى حد وصف علي كرم الله وجهه ( عف عمر فعفت الرعية...)
_ على هيبته وعظمته في ارواح ونفوس المسلمين ..كان ميالا لتقليل شان
نفسه..يدعو نفسه عمرا..و ابن حنتمه..و ابن ام شمله..ويخاطب نفسه بالتقريع والتأنيب والتوبيخ : بخ ٍ
بخ ٍ..بالامس كنت ترعى الابل في شعاب مكة واليوم غدوت امير المؤمنين يا عمر...
_ وصفه ابن عباس رضي الله عنهما : ( حليف الاسلام )..صهر روحه
وكيانه في بوتقة التقوى ورعاية شؤون الناس والأجناس وهو من اعز الناس رفعة في جاهلية وفي اسلام ...يقول في بلال ابن رباح المولى ( الحبشي ) رضي الله عنه ..وهو من اشد الناس ضعفا : ( ابو بكر سيدنا..وأعتق سيدنا...)
ووصفه ابن مسعود رضي الله عنه : ( كان إسلامه فتحًا وهجرته نصرًا وإمارته رحمة )
_ ووصفه معاوية ابن ابي سفيان : أما أبو بكر فلم يرد الدنيا، وأما عمر فأرادته فلم يردها، وأما نحن فتمرغنا فيها ظهرا لبطن....
_ وفي سني حكم عمر الذي يخشى منه الشيطان تبلغ حرية الناس مداها ويستوى الناس كلهم عمرا..
حتى فيخشى عمر نفسه ان يجيب امرأة مسلمة أغلظت له في القول..و إذ ينكر عليه
صاحبه ذلك فيجيبه ( هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات..فهل يجيبها عمر...) إشارة لقوله عز وجل ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله ..والله بسمع تحاوركما...)
_ وكان زيد بن الخطاب أخوه الأكبر رجلا مقداما شديد الزهد..لا يبتغي من الدنيا عرضا غير الشهادة في سبيل الله..وكان عمر لا ينساه
ويجله إجلالا ( رحم الله زيدا ، سبقني إلى الحسنين ، أسلم قبلي ، واستشهد قبلي ..)
_ وكان زيد استشهد على يد مشرك في واقعة اليمامة من حروب الردة..وكان عمر يحبه حبا جما..وتشاء حكمة الله عز وجل ان يعتنق قاتله الاسلام..
وان يغدو في رعية عمر ..ويوما وإذا بهما يلتقيان وجها لوجه ..وكان عمر يكره الرجل كرها شديدا فقال : اني لأكرهك..ويحك قتلت أخي ..وكان مسلما وأنت على الشرك..فقال الرجل : او يمنعني ذلك حقا لي عندك..فقال عمر : لا
فقال الرجل : اكرهني إذن كما شئت...
_ واولم للجند اثر معركة اليرموك الفاصلة بين المسلمين والروم وقد سر بها سرورا بالغا.. وجلس ياكل وحيدا..وإذ دنا منه احد الصحابة
وإذا به يأكل الزيت..فأنكر ذلك عليه فقال : اكل الرعية ياكلون الان لحما ً
قال لا ..قال عمر فأنا من الرعية...
وكان رضي الله عنه خشن الثوب مرقعه ..فتح بثوبه المرقع القدس الشريف قد حرم نفسه من الملذات وعاش معيشة شديدة الخشونة ليس في جلب العنت والمشقة للمسلمين..ولكن مهابة من الله عز وجل ان يكون قصر في حق الرعية وأخذ فوق ما يستحق..
على الرغم من انه كان اشترط لنفسه : لا يحل لي من مال الله إلا حلتان: حلة للشتاء وحلة للصيف، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم، ثم أنا رجل من المسلمين...
ولكنه عاش دون ما اشترطه بكثير..في عفته وصدق نفسه وشدة تقواه
و هو ذا دوما يذكر ( لقد تركت صاحبيّ على جادة ..فعلمت اني لن الحق بهما إذا لم اتبع جادتهما...)
ويقول: بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع...
قالت فيه زوجه أم كلثوم..بنت الامام علي كرم الله وجهه..وقد اشتهت
قطعة من الحلوى ..فلم تجد لدى ( الحاكم ) زوجها ما يبلغها من حاجتها إليها :
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة و الدنيا بقبضته **** في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص و سيرته **** أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها..
_ وهو ( حليف الاسلام )..فيدرك كنه وجوهر الرسالة..الرحمة
في الدنيا والاخرة بإذنه..وليست سوطا يجلد به القوم..ولذا فقد
رفض أن يُقيم حدّ السرقة على غلمانٍ سرقوا ناقةً لجوعهم..كما رفض اقامة الحد
في اعوام الرمادة على الاعرابي الذي سرق لجوع عياله..وراى
رضي الله عنه ..اغنوه وكفواعنه الحاجة ...فما الحدود في ذاتها
بغاية في اسلام..ولكن الردع ..عندما يستوجب شروطه من كفاية
الناس وصلاح احوالهم...
_ وفي عدله..يحدث المحدثون...وتُدهش النفوس والعقول...
_ استدعى والى مصر وهو أكبر امراء الفتح الاسلامي وابنه على خلفية
شكوى القبطي ( النصراني ) ضد ابن عمرو..وسال القبطي ان يقتص
من ابن عمرو ..ثم من ابيه ..قائلا ( انما كان ضربك بسوط أبيه..)
_ ان الاسلام رسالة السمو الانساني والأخلاقي والتهذيب الحضاري الرفيع..وهو ذا صاحب (العهدة العمرية ) الشهيرة في غير المسلمين.. يؤمنهم
فيها على انفسهم واموالهم وبيعهم وكنائسهم وحقوقهم..وعدم اكراههم
في دينهم ..او العبث العنصري او الطائقي او العرقي بإنسانيتهم..
_ إلى ذلك ..ومستعمرون.. ارتكبوا الفواحش وسفكوا دماء عشرات ومئات ملايين البشر يصف مستشرقوهم عمرا بالتسلط ( والدكتاتورية ) وقيل كان حلق شعر فتى شديد الوسامة والجمال.. إذ كان يغري نساء الجند في المدينة..( ليقبحه ) في أعين النساء.. قيل
فزاد الفتى جمالا إذ بانت جبهته..( قيل ) فنفاه عمر الى الشام...فيختلط
بالناس هناك...
_ وهو ذا صاحب الصرخة الانسانية السامية الخالدة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا....)
_ وكان عمر إذا استعمل عاملا: كتب له عهدا وأشهد عليه رهطا من المهاجرين، واشترط عليه أن لا يركب البرذون ولا يأكل النقي، ولا يلبس الرقيق.. ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات...فيظل ولاته دون القوم ..فلا يكبروا او يتكبروا عليهم...كما كان هو نفسه في المسلمين تماما..
_ بل ويصل به الشعور بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه في رعيته امام الله عز وجل فيقول ( والله لو تعثرت شاة في ارض العراق لكنت مسؤولا عنها..لم اسوّ لها الطريق....
_ رجل دائب الحركة لتقواه عظيم الشعور بالمسؤولية امام وجه الله عز وجل ودوما شديد التوبيخ لنفسه : ( إذا نمت الليل أضعت نفسي, وإذا نمت النهار ضيعت الرعية..)
_ اما الرسالة التي تأتي لتدفع عجلة التقدم في الحياة ( إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها..) فيدرك جوهرها مثل هذا الرجل
إدراكا بليغا ..فكان إذا مر بالنوى وغيره يلتقطه عن الارض ويرمي به إلى منازل الناس ينتفعون به....
_ وحمل ابن الخطاب قربة على عاتقه، فقيل له ما تفعل فقال: إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها ....!!!
_ ويعيش القوم خلال ولاية عمر فيهم حرية لا يهابون فيها غير الله عز وجل..حتى فيسمع عمر ذما وقدحا له بشحمة
أذنه...ولكن....!!!!! وفقط يريد ان يخرج من ذلك بستر وجهه أمام وجه الله عز وجل ...
_ ويتابع حاجات الناس ..شؤونهم وشجونهم عن كثب...فيدعو صاحبه عبد الرحمن بن عوف ليحرسا رفقة تجار نزلوا بظاهر المدينة ويصليا ...
وخلال الليل يبكي طفل لامراة..فيتابعه عمر ..فيقول لامه اتقي الله في طفلك مرتين ..وفي المرة الثالية يبكي الطفل فينهض عمر ويصيح بأمه : والله ما أراك الا ام سوء..ويحك ..ارضعي طفلك يا امة الله...
وكان ابوبكر يعطي وصالا من بيت المال لكل رضيع وفطيم من أطفال المسلمين..فلما كانت خلافة عمر اجتهد فلم يصل الرضيع ..مما اضطر
الام لفطام طفلها كي تأخذ وصاله من بيت المال..وهنا تقف المرأة لتدعو على عمر وهي لا تعرف انما تحدث عمرأ..
وتترحم على ابي بكر...فبكى عمر حتى فلم يستبن الناس قراءته
في صلاة الصبح من شدة البكاء..ويوبخ نفسه قائلا : بؤسا لعمر كم قتل من أطفال المسلمين...
ثم إنه أمر مناديه ان يذهب في أحياء المسلمين فينادى: يا معشر المسلمين... لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام، فإن عمرا يفرض لكل رضيع وفطيم
وكتب بذلك إلى الآفاق.....
وحدث أسلم مولى عمر قال : خرجت ليلة مع عمر إلى ظاهر المدينة، فلاح لنا بيت شعر فقصدناه، فإذا فيه امرأة تمخض وتبكي، فسألها عمر عن حالها فقالت: أنا امرأة عربية، وليس عندي شيء، فبكى عمر، وعاد يهرول إلى بيته فقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: هل لك في أجرٍ ساقه الله إليك؟ وأخبرها الخبر.
فقالت: نعم، فحمل على ظهره دقيقا وشحما، وحملت أم كلثوم ما يصلح للولادة، وجاءا، فدخلت أم كلثوم على المرأة، وجلس عمر مع زوجها - وهو لا يعرفه - يتحدث، فوضعت المرأة غلاما فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام.
فلما سمع الرجل قولها استعظم ذلك، وأخذ يعتذر إلى عمر.....
فقال عمر: لا بأس عليك، ثم أوصلهم بنفقة وما يصلحهم وانصرف....
_ وحدث اسلم مولى عمر في قصة امراة فقال : خرجت ليلة مع عمر إلى حرة واقم.. حتى إذا كنا بصرار إذا بنار، فقال: يا أسلم، ههنا ركب قد قصر بهم الليل انطلق بنا إليهم، فأتيناهم فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على النار، وصبيانها يتضاغون.
فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء.
قالت: وعليك السلام.
قال: ادنو.
قالت: ادن أو دع، فدنا.
فقال: ما بالكم؟
قالت: قصر بنا الليل والبرد.
قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟
قالت: من الجوع.
فقال: وأي شيء على النار.
قالت: ماء أعللهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر...
كان ابا بكر خيرا منه...
فبكى عمر ...ثم إنه رجع يهرول إلى دار الدقيق، فأخرج عدلا من دقيق وجراب شحم.
وقال: يا أسلم، احمله على ظهري.
فقلت: أنا أحمله عنك.
فقال: ويحك وهل أنت تحمل وزري يوم القيامة؟.
فحمله على ظهره، وانطلقنا إلى المرأة، فألقي عن ظهره، وأخرج من الدقيق في القدر، وألقى عليه من الشحم، وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة، ثم أنزلها عن النار، وقال: ايتني بصحفة فأتي بها فغرفها، ثم تركها بين يدي الصبيان، وقال: كلوا فأكلوا حتى شبعوا –
والمرأة تدعوا له وهي لا تعرفه - فلم يزل عندهم حتى نام الصغار، ثم أوصلهم بنفقة وانصرف...
_ ويوما نظر ابن ابي طالب وإذا بعمر رضي الله عنه وهو يعدو إلى ظاهر المدينة، فقال له: إلى أين يا أمير المؤمنين؟.
فقال: قد ند بعير من إبل الصدقة، فأنا أطلبه...
فجعل علي يتبعه بنظره وهو يقول : قد أتعبت الخلفاء من بعدك....
_ على زهده وتقواه وشدة تواضعه علم رضي الله عنه..ان الدين الاسلامي هو عقيدة سلم وسلام اجتماعي..تحرر وطني وانساني..
شامل ...عمل وبناء..خلق وابداع وانتاج دؤوب .. ثمة السعي الحثيث إلى كفاية الناس ما استطاع الى ذلك سبيلا...فالأخاء والعدل والمساؤاة بينهم..مسؤولية جسيمة أمام الله والناس ...وليس تنطعا
مظهريا خاويا بائسا عقيما وسقيما...ولا اشكال وقوالب جامدة...لا تغيب عن باله حاجات الناس وضغوط حياتهم الثقيلة..يفكر حتى بشاة في ارض العراق
ويجهز الجيوش في صلاته...بل ويرعاها ويتتبع حركة سيرها ( يا سارية الجبل الجبل ) ..ويسخر كل ما لديه من موارد وطاقات وامكانات تسخيرا انسانيا وتحرريا ووطنيا عارما...ويؤمن بقيمة الانسان ورفعته وعلو شانه في الحياة ايمانا راسخا..ساميا ورفيعا...
_ حمل اليه ابو هريرة رضي الله عنه من خراج الشام 400 الف درهم .. وكان ذلك مبلغا ضخما من المال فرح به ابوهريرة فرحا شديدا فقال عمر : وما الاربعمائة
الف درهم...؟؟؟!!!!
فقال ابوهريرة : يا امير المؤمنين..انها مائة الف اربع مرات....
فتبسم عمر قائلا : انك نعس يا أبا هريرة ..قم فنم ....
يا ابا هريرة والله ان المرء المسلم عندي اغلى من اربعمائة الف درهم...
_ أما الاسلام لدى عمر فدين يعنى بالكنه والجوهر..وليس بالقشور والمظهر..فهو يرتدي المرقع لأنه لا يريد ان يكسو نفسه من حرام..ولا يريد الظهور على الناس ...
ولا يريد سلب حظ غيره..ولا ان يغنى او يثرى ثراء غير مشروع على حساب ابناء رعيته..ولكنه كان منهم ومثلهم..عاش أحوال
معيشتهم وظروفهم ..ويأكل الزيت حتى بصر وجهه..لان أغلب رعيته تأكل الزيت..
..ولم يشأ ان يتميز عليهم ..انه من خلال نفسه يلقن كل الحكام المسلمين درسا ان اعملوا من اجل رعيتكم..لا تتميزوا فيها او تظهروا عليها واتقوا
الله فيها..وليس معنى ما فعل انه يفرض على امة الاسلام اكل الزيت طعاما ولا ارتداء المرقع ثوبا..إذ عندما أتاح له حظه ورزقه
من الدنيا فقد ارتدى رضي الله عنه ثوبا جديدا و ( طويلا ) من ثياب يمانية اشتراها من اليمن ووزعها على المسلمين
ثوبا ثوبا...وإذ ذاك وقف يخطب في الناس قائلا : اسمعوا وأطيعوا..
فنهض من القوم أعرابي وفي رواية سلمان الفارسي يقول : لا سمع لك علينا ولا طاعة...
فقال عمر : لم ..؟؟؟!!!
فقال إني قصير وثوبي كذلك..وانت رجل طوال لا يكفيك برد واحد..فكيف هذا...؟؟!!!
فقال عمر : اجبه يا عبد الله..
فنهض عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وقال : هذا ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين اعطيته لأبي...
فقال الرجل : الان نسمع ونطيع...
_ وينهض اعرابي فيقول له : اتق الله يا عمر...
ويحمل عليه بعض الصحابة لسوء ادبه مع الامير..فيقول عمر : دعوه..لا خير فيكم ان لم تقولوها ..ولا خير فينا
ان لم نسمعها...
_ وهو عمر وفيه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( اشد امتي في دين الله عمر...) وملؤه الرحمة وجوهره العطف والحنان والشفقة..
وذا كنه هذه الرسالة العظيمة المهداة الى نفوس العالمين..تغسلها من الكروب والغم والشدة..فما بال قوم من اهلها يتنطعون فيها بمظاهر القسوة
وأعداء لها بفترون على الله الكذب ورسوله وامته...
_ وتحدث عمر في ( تحديد ) صداق النساء باربع مائة درهم .. ولكن فنهضت امراة فقالت : يا أمير المؤمنين نهيتَ النَّاس أن يزيدوا في مهر النساء على أربع مائة درهم ؟ قال : نعم ، فقالت : أما سمعت ما أنزل الله في القرآن ؟ قال : وأي ذلك ؟ فقالت : أما سمعت الله يقول ( وآتيتُم إحداهنَّ قنطاراً ) الآية ؟ فقال ( اصابت امرأة وأخطأ عمر )..ثم وبكل تواضع ( الحاكم ) المنقوش على خاتمه ( كفى بالموت واعظا ) ...يقول :
: اللهمَّ غفراً ، كل النَّاس أفقه من عمر ، ثم رجع فركب المنبر ، فقال : أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مائة درهم ، فمن شاء أن يعطى من ماله ما أحب . أو فمن طابت نفسه فليفعل....
_ صاحب الضمير التقي في الله عز وجل..النقي في امة رسوله صلى الله عليه وسلم...علم ان الرسول اشار بتقديم ابي بكر للخلافة بعد موته..وان ابا بكر على قدر من الجلال في اصحاب رسول
الله لا ينازعه في ذلك أحد..حتى ولا هو نفسه..وإذ نشب الخلاف بين الصحابة حول شؤون الحكم
في سقيفة بني ساعده ..كان الشيخان الجليلان ابوبكر وعمر يحسمان الامر فتوئد فتنة..فتقدم ابوبكر
من عمر سائلا إياه بسط يده لمبايعته خليفة على المسلمين..ولكن التقي النقي يطلب من ابي بكر بسط
يده لمبايعته..وهكذا فعل الصحابة الكرام من بعده..قيل لعمر بعدئذ ..كان ابوبكر بايعك انت...
فيجيب ( حليف الاسلام ) التقي النقي : والله لضرب عنقي بالسيف أهون عندي من ان أؤمر على قوم فيهم أبوبكر..
_ اما الصّديق الكبير الروح والنفس والوجدان..فخبير بالرجال ويعلم موقع مثل هذا الرجل العظيم
من امة الاسلام..فيدنيه ويقربه ويحبه ويقدمه في الحكم حتى يتعجب بعضهم فيقولون : لسنا
ندري من الخليفة انت ام هو....؟؟!!!!
فيجيبهم رضي الله عنه : هو لو كان شاء.....
_ وصفه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم :
_ ( لوكان نبي بعدي لكان عمر...)
_ وعن ابن عباس أن النبي قال: إن لي وزيرين من أهل السماء، ووزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر، وإنهما السمع والبصر ..
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال : إن الشيطان يفرق من عمر ..
( والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك ). ...
وقال: : أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر ..
_ وقد وافقه القرآن الكريم في نحو عشرين موضعا.... مثل الخمر والحجاب، والأسارى ومقام إبراهيم وغير ذلك ...
_ توقيرا وتبجيلا واعترافا بجلال وعظمة موقعهما في الاسلام ..يلقبه المحدثون وصاحبه الصدّيق رضي الله عنهما بالعُمرين
والشيخين...وهو اول من تسمى بأمير المؤمنين...قيل سماه النبي بها وقيل اول من حياه بها المغيرة بن شعبة .. وقال ابن جرير عن سند له لما ولي عمر قالوا: يا خليفة خليفة رسول الله؟.
فقال عمر: هذا أمر يطول، بل أنتم المؤمنون وأنا أميركم، فسمي أمير المؤمنين...والله اعلم...
_ ويرى بعضهم مؤامرة عالمية او شعوبية في اغتيال عمر... وليس مجرد حادث فردي ومعزول...
..حيث روى عبد الرحمن ابن أبي يكر رضي الله عنهما وهو من الرجال الثقات العدول
أنه رأى الهرمزان وهو ملوك المجوس وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجرًا له رأسان وشهد عبد الرحمن أنه نفس الخنجر الذي طعن به عمر،ضي الله عنه..
_ وكان رضي الله عنه قد حرم على المشركين البالغي الحلم دخول المدينة..لما تنطوي عليه نفوسهم من ضغائن وأحقاد ضد الاسلام
وداره وأهله...
_ لكن عامله على الكوفة ..المغيرة بن شعبه استأذنه بدخول غلام له يدعى ( فيروز )..القاتل االاثيم ( ابو لؤلؤة ) المجوسي..المتظاهر بالأسلام
تنكرا...فواقق عمر على ذلك لامتهان اللئيم الأثيم الكثير من الاعمال والصناعات كالحدادة والنجارة والنقش ..
التي يمكن ان ينتفع ويتعلمها ابناء المسلمين..
_ وكان اللعين يجيد صنع طواحين الماء لسقاية الزروع والكروم ...وكان وعد عمرا بصنع طاحون في قطعة من الارض له..
_ وكان المغيرة يتقاضى من غلامه درهمين لقاء ارساله في هذه الاعمال...
_ لكن الأثيم جاء يتذمر ويشتكي لعمر من ذلك...فقال له عمر انه ليس بكثير عليه دفع درهمين لقاء كل هذه المهن والاعمال...
_ فقال الفاجر : عدلت بين كل الناس وظلمتني...
وانصرف مغتاظا غاضبا...
_ قال.. لعنه الله ومن والاه..اشتريت نصلا ذي شعبتين بألف درهم وسممته بألفين...
_ ويقابله عمر يوما..فيحدثه كانما ليطمئن على عدم سخطه وغضبه منه ويقول : ألن تصنع لي طاحونا كما عهدت..
_ فيجيبه اللعين الاثيم : بلى ..لأصنع لك طاحونا يتحد ث به الناس الى يوم القيامة...
_ فأي صناعة واي ( طاحون ) معجز لأبي لؤلؤة هذا الذي سوف يتحدث فيه الناس الى يوم القيامة...؟؟؟!!
_ وادرك رضي الله عنه وهو الحصيف النجيب الفطن قصد الأثيم الزنيم وهتف : الكلب هددني...!!!!
_ قال له صاحبه ..لا تأخذ الناس بتهمة الظن يا عمر...
_ وهو الحاكم العادل..وقدوة اسلام وحكام..ويعلم علم اليقين انه لا يحق لحاكم أخذ الناس بتهمة الظن...
فهل يفعل ذلك عمر...؟؟؟؟؟!!!! وكان اقوى وأعظم حكام الارض في تيك الاثناء .فلم يعتقله او يسجنه أو يحقق معه
ولكن أرسله حرا طليقا....!!!!
_ وفي صبيحة يوم الاربعاء الموافق لست وعشرين من ذي الحجة لثلاث وعشرين من الهجرة قام الأثيم بتنفيذ جريمته ..حيث طعن عمرا بالنصل المسمم وهو
قائم يصلي الصبح في المحراب ثلاث..وقيل ست طعنات..في ثنيته ( اسفل الصرة ) ..ليقع عمر على طوله وخشونة جسمه أرضا
قبل ان يغشي عليه...
_ وهرب الأثيم بين الصفوف لا يمر على أحد يمنة ويسرة إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداءًا كان معه على أبي لؤلؤة فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فانتحر اللعين بأن طعن نفسه بالخنجر..
_ واوصي عمر صاحبه عبدالرحمن ابن عوف ان يصلى بالناس وإذ افاق رضي الله عنه فقد
افاق متمتما : هل صليتم...؟؟؟!!! قيل له نعم فقال :
( لا حظ في الاسلام لتارك الصلاة )...وسأل عن الجاني فقيل له ابو لؤلؤة ..فقال : الحمد لله ان ليس له سجدة يحاجني بها
أمام الله عز وجل....ثم عاد يشكر الله عز وجل : الحمد لله ..لم تكن العرب لتقتلني...
وتعجب من فعلة قاتله : قبحه الله..كنا قد أمرنا به معروفا....
_ وحمل الى بيته وهو ينزف دما من جراحه البليغة...وصلى الصبح حاضرا ..وكان رضي الله عنه يفيق ويغشى عليه
ويفيق فيسال : هل صليتم...؟؟!!!!
_ فحصه أطباء وكانوا يطمئنونه..ولكنه رضي الله عنه كان يعارضهم ويشعر بدنو أجله...
_ وفحصه طبيب فأطعمه لبنا ..فخرج اللبن من ثنيته مختلطا بالدم..فقال اوص يا أمير المؤمنين..فقال : صدقتني...
_ وكتب وصيته الشهيرة في الخلافة من بعده..وصية عبقري امة..فطن ..نجيب..حليف الاسلام..شديد الاخلاص لله ورسوله..
_ ويذكر ( جنايته ) على نفسه في ( حكم ) المسلمين...فيصاب بالذعر والهلع من لقاء وجه الله عز وجل ( كحاكم ) في
أمة الاسلام...لعظم ما يراه من مسؤوليات جسام...
_ ومشهور رضي الله عنه بحب ال البيت..فيرسل صاحبه وحبيبه عبدالله ابن عباس رضي الله عنها في أحياء المسلمين
يتحسس له ماذا يقول الناس في عمر..
_ فيعود اليه مطمئنا إياه : يا امير المؤمنين في كل بيت من بيوت المسلمين نواح على عمر..
_ فتترقرق دموعه رضي الله عنه وهو يتهلل فرحا وشكرا...الحمد لله...والله ما رأيتني عملت فيهم الا بحق الله...
_ إلى ذلك ويصاب بالرعب والهلع من لقاء وجه الله عز وجل طيلة ثلاثة أيام يقضيها في احتضار الموت..حتى
فيتمنى عمر انه لم يكن ولا كان خليفة ولا تولى حكما ولا حكم رعية : ( ليتك لم تكن ..ولا كانت امك يا عمر...)
حتى فيذهل عبدالله ابن عمر في شدة هلعه من لقاء الله عز وجل ذهولا...
_ ثم وتصعد الروح العملاقة إلى بارئها...
_وكان استأذن من عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها بواسطة عبدالله ابن عمر بالدفن الى جانب صاحبيه
وباسم ( عمر ) ..وليس ( امير المؤمنين )..فلا تظن انه يأمرها أو يلزمها وهي ( الاولى ) بحق هو يعلم انه لها اولا ..ليس له ..وإن كان ( امير المؤمنين..) وعلى ما هو عليه من حال..
فتطيب نفسها رضي الله عنها وتأذن ل ( عمر ) بالدفن الى جانب صاحبيه ...!!!!!!
_ وكان اوصى الناس ( فإن حملتم نعشي فأسرعوا به..فان يكن عمر صالحا قدمتموه الى ما هو خير له..وان يكن
طالحا القيتم عن كواهلكم حملا....!!!!!!
_ ( حملا )....؟؟؟!!!! هكذا..حتى آخر أنفاس حياته يخاطب نفسه..حتى ولا ان يشق على المسلمين في حمل نعشه...
_ وإذ يرتفع نعشه على أكتاف الرجال...تجهش مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في البكاء...
فقد كان رضي الله عنه رمزا لمجد امة الاسلام وعز العرب..وهو ذا لا يمكنه النهوض او المشي
على ساقيه...
_ وهو ذا الرجل العظيم الذي ملك الدنيا ..وكان ( زعيم ) أحد اعظم امبراطوريات العصر يوضع الان في حفرة ..
_ وصف الامام علي كرم الله وجهه خسارة امة الاسلام في اغتيال عمر قائلا : ( والله لقد ثلم في الاسلام ثلمة لا ترتق الى يوم القيامة )
_ وفي شعوره الهائل بثقل مسؤولية ( الحاكم ) عمر...حدث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في دهشته الشديدة من هلع أبيه من لقاء الله عز وجل..
وهو الذي يعرفه نقيا تقيا عابدا زاهدا وحاكما عادلا ومسؤولا شديد الشعور بمسؤوليات جسام في رعيته وامته فيما يراه النائم _ ولم يكن
أمير المؤمنين التقي التقي المخلص حلييف الاسلام ليغيب عن خاطره ..إلى ان قال :
( .......وذات يوم...رايته يخرج من قصر في الصحراء في ثوب ابيض..قلت : أبت...؟؟؟؟!!!!
قال : اعبدالله...؟؟؟؟!!!
قلت : بلى..أبت...
قال : متى فارقتكم يا عبدالله...؟؟؟!!!!!
_ قلت : قبل اثني عشر عاما يا ابت...
قال : يا عبد الله ..والله ما ارسلوني الا الليلة...!!!!
أي افلت عمر الليلة من الحساب بعد انقضاء اثني عشر عاما ..!!!!
_ وكان هنالك من الصحابة من زكوا عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما لصلاحه ورجاحة عقله وتقواه لخلافة أبيه في الحكم..بيد أن عمرا
رضي الله عنه رفض ذلك بشدة : ( ويحكم ..إن كان ذلك خيرا فقد أصبنا منه وإن كان شرا فحسب آل الخطاب ان يحاسب منهم عمر...)
أكرم ْ..وأعظِم ْ..بأنصار ٍ له ُ غُرر.ٌ...............شمّ ٌ..وغُرّ ٌ..ميامين ٌ..بذي حِشَم ِ
.
والسّابقون َ إلى الإسلام ِ أخلصُنا ......................مُهاجرون َ لِربّ ٍ..سابِغ َ النِّعَم ِ
.
.ألرّافعون َ لواء َ اللهِ ..ما وهَنوا....................الصّابرون َ المُخبتون َ..في الألم ِ
.
طوبى..أبا بكر ِ الحبيب ِ..بمنزِل ٍ...........وصنوه ُ المجد ُ..في الفاروق ِ ذي عِظَم ِ
.
مرحى أبا بكر الحبيب ِ. بِروحنا.....................سهلا وعشقا ..للشيخين ِ..فالتَثِم ِ
.
هذا العلِيّ ُ ..وبالعلياء ِ مُحتَدِم ٌ.....................كم فيه ِمن ليث ٍ..كم فيه ِ من عَلََم ِ
.
والجود ُ عُثمان ُ..ذو النّورين ِ مُحتَشِم ٌ........كأنّه ُ السّهل ُ..في فيْض ٍ..وفي عِرَم ِ
.
أكرم ْ..وأعظِم ْ بأصحاب ِ الرّسول ِ هُم ُ.........ألصّادقون َ ..الشّم ّ ُالغّرّ ُ..كالقِمَم ِ
.
هو َ الرّسول ُ..فلا يزري بِتربِيَة ٍ...................وليس َ يَقْذَع ُ..كالحُكام ِ في الحُكم ِ
.
ويقّذع ُ الحُكم ُ ..ذا عِلم ٍ..وذا نُجُب ٍ..........أمّا الرّسول ُ...فيُعلي الشّان َ في الفَهـِم ِ
.
ويقمع ُ البُهم ..ُ حتّى الرّشدَ في سَفَه ٍ..............امّا الرّسول ُ..فَنبل ٌ...غير ُ مُنتَقِم ِ
.
مولاي ِ صلّ ِ وسلمّ ِ... دائما.. أبدا ً................على حبيبك َ..خير ِ الخلق ِ كلّهم ِ
.
تثرى الكواكب في عينيه من حوَر ٍ........ويُشغف ُ النجم ُ في عينينيه بالسُدُم ِ
.
والشمس تشرق ُ في الأكوان ذي لهف ٍ........لوجهه النور بالأكوان ملتثم ِ
.
والشمس ُ تغرب ُ_ وا حرّى لمغترب ٍ _إن تغرب ِ الشمس ُ_ لولا الامر _ في
.
سدم ِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق