في لقاء له وقناة الجزيرة اجراه معه المذيع والاعلامي محمد كريشان..يوم الخميس الموافق
16 / 12 / 2010 الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة تحدث محمد حسنين هيكل الاعلامي والصحافي ( الاسطورة ) شهرة وانتشارا عن ( فراغ حوض السياسة ) وعدم قدرته أو صلاحيته للسباحة
اي عن عدم وجود عمل سياسي عربي مؤئر وفاعل وعدم امكانية وجوده في الفترة الراهنة نتيجة انقلاب الموازين والمعادلات السياسية والعسكرية الراهنة لصالح اعداء الامة..والافلاس السياسي العام..بما في ذلك الاحزاب والتنظيمات والحركات السياسية في الوطن العربي..وحتى ايضا شعار الاسلام هو الحل...ل ( فراغه ) من المضمون..متسائلا بدهشة ( يعني ايه الاسلام هو الحل..)
( ده كلام ما ينفعش )..فهو في نظره شأنه شان الدعوات والشعارات الحزبية الاخرى ..على الساحة السياسية العربية شعار فارغ المحتوى والمضمون فاقد وخاوي المعنى..مضيفا انه بعد افلاس الاخرين وخواء الاحزاب والتنظيمات السياسية في العالم العربي وكذلك الاخوان المسلمين الذين قاموا بطرح هذا الشعار..ليس حلا ..ولكنهم يعزفزن على وتر الاسلام هو الحل ..لمجرد انتهاز سياسي وكسب التيار المتدين وإيهام واستغفال الآخرين.. ويعلق ( يعني ايه ما هو المجتمع عندنا مكون من مسلمين وغير مسلمين..و لما تطرح شعار الاسلام هو الحل..يعني بقه انت نسيت نص المجتمع ( لا ده ما ينفعش )..ويضيف : وحتى في المسالة الاقتصادية ..يعني ايه الاسلام هو الحل ..) لأنك مش راح تقدر تعمل حاجه..لأنو البنك الدولي يا سيدي هو مسيطر على كل شيء ومسؤول عن كل حاجه..وهو اللي يقولك اعمل كده أوما تعملش..ومين حيقدر يقول لأ..لا لا كلام ما ينفعش...)
ثم ويبدو الرجل وكأنه يحترم أو يقدس على طريقته وأسلوبه : ( أيوه يعني هوا الدين حاجه كويسه ..وما حدش يقدر يقول عنه حاجه..بس يعني ايه الاسلام هو الحل..لا لا ..ده كلام ما ينفعش...)
و...و....الى اخر خرافات وأساطير الرجل ( الخرافة ) و ( الأسطورة )..
_ ولا يعنينا في ذلك حزب بعينه او تنظيم بذاته إخوانا طرحوا هذا الشعار أو غير اخوان..في حديث هذا الرجل عن هذه العقيدة العظيمة والجليلة
في حياة هذه الامة..التي هي على رايه ( ايوه يعني الدين حاجه كويسة وما حدش يقدر يقول عنه حاجه.. بس يعني ايه الاسلام هو الحل.. لا لا..ده كلام ما ينفعش..)
ولكن ..فاستهانة مثل هذا الرجل..واشياعه..بعقيدة هذه الامة..واستخفافهم بها حتى في معرض ( الاحترام والتقديس ) والى درجة حتى الكبر على الله عز وجل..ذلك ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب....)
ولكن..وحسبنا الله ونعم الوكيل..!!!!!
_ وسواء اكان الاخوان قد طرحوا هذا الشعار وحكموا به..ولم يٌحكم به بعد قط.. و ( فشلوا ) ..أو لم يفشلوا..فإن مثل هذا الشعار هو ( الحجة ) على هذه الامة..وليس هنالك من حجة عليه...
_ على ان مثل هذا الرجل ( الاسطورة ) ثقافة واطلاعا وشهرة قاطبة..اول ما يلفتت النظر فيه ....( جهله ) الفاضح في هذه العقيدة الجليلة..أو ( تجاهله ) وتكبره عليها عن عمد وسابق اصرار...؟؟؟؟!!!!
وعلم ذلك يقينا عند رب الناس ملك الناس اله الناس...!!!!!!
_ فالرجل ( الغزير المعرفة ) ( الشديد سعة الإطلاع ) ..الا يعلم أو هل يخفى عليه حقا ان الاسلام هو الحل..؟؟؟؟!!! بل وأن لا حل في ديار وأبناء هذه الامة الضائعة المضيعة التي تتداعى عليها الامم كما تتداعى الاغنام على قصعتها غير الاسلام....؟؟؟؟!!!
تحررا..وتحريرا..حقوق مواطن..وحقون إنسان..كرامة واحتراما ..عدالة اجتماعية..ومساواة حقيقية شاملة بين الناس ..فهم سواء سواسية كأسنان المشط..حيث لا فرق بينهم في لون أو فرق في عرق أو فرق بين حاكم و محكوم ..وحيث ان اكرمكم عند الله اتقاكم ..اي اعملكم وانفعكم لعباده واعلاكم خشية من الله عز وجل ..تكافلا وتراحما وتواصلا..موارد وثروات ..ورفع ضغوط الحاجات ..المؤاخاة بين ابناء الامة الواحدة (..( إن هذه امتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون....) ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون..)
..التقدم والتطور الحضاري الرفيع والدعوة الانسانية السامية في الانسان والانسانية جمعاء
( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..إن اكرمكم عند الله أتقاكم...)
احلاما واشواقا..دنيا وأخرى..سعيا حثيثا وعملا دؤوبا لا يكل ولا يمل ولا تنفصم عراه ( إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها..) ....؟؟؟!!!!
أم أن الاستاذ هيكل لا يعرف ..يجهل أو ينكر ان هذا هو الاسلام..دينا ودنيا وآخرة.. عقيدة ومنهجا واسلوب حياة..في حياة قصيرة وفانية جعلها الله عز وجل جسرا الى حياة طويلة سرمدية وخالدة..( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور...)
وانه مجرد طرح مثل هذا الشعار ( الاسلام ) من قبل النظام العربي الرسمي فإن مثل هذه القضايا الجوهرية المصيرية في حياة هذه الامة ديارا وانسانا..سوف تصعد على الفور الى اعلى درجات سلم الاوليات...؟؟؟!!! ولكن....؟؟؟؟؟!!!! حسبنا الله ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم....!!!!!
_ وكيف ( فشل ) هذا الشعار..ولم يحكم احد في الزمن المعاصر ..بل ومنذ ما يسمى بعهود ( الاستقلال ) به..؟؟؟؟!!!! او أنه قد جُرب الحكم به..؟؟؟!!! بل وحتى الإلتفاتة الرسمية اليه....؟؟؟؟؟؟!!! ليحكم عليه مثل هذا الرجل على النحو ( بس يعني لا لا..ده كلام ما ينفعش )
_ ولا ندري والله اي شعار سوف يصلح لهذه الامة..إن لم يكن ليصلح حالها الاسلام...؟؟؟؟!!!
الاشتراكية التي وزعت الفقر بالتساوي على كل الناس..ام العلمانية التي رهنت جل موارد وثروات الامة لأعداء الامة..وأودعت القسم الآخر منها لدى ما نسبته ا1 ( واحد ) في المائة أو اقل من عدد مواطني الامة...الى جرائمها الموغلة في سفك الدم وسفح النجيع في ابناء هذه الامة..واهدار كرامة وحقوق انسانها..
وما اوقعتاه من دمار سياي واجتماعي ..من خلال اساليبهما البوليسية بالحكم ..دكتاتورية واستبدادا..قمعا وقهرا ..وتنكيلا ضاريا شرسا وفظيعا بأجساد وأرواح الناس...؟؟؟!!! ثم ان الاسلام ( لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم...)
لا ولم يعد يصلح في نظر علمانيي هذه الامة اصلاحا لحال ولا عنوانا لحل..؟؟؟!!!
_ وهو الرجل الذي مد الله عز وجل له في حبل العمر ..فيدرك مشارف التسعين ..افلا يخجل ويستحي مثل هذا الرجل من وجه الله عز وجل إذ يتحدث عن الرسالة الربانية العظيمة الشأن الجليلة القدر على نحو من الأسلوب ( حاجه كويسه..)...؟؟؟؟؟!!! وهو المثقف والصحافي ( المشهور ) الكاتب لمئات وآلاف المقالات والمؤلف لعشرات الكتب....؟؟؟؟؟؟!!!!
_ ثمة هل كان مثل هذا الرجل الشديد ( التهذيب والأدب ) في ذكره وحديثه عن كل ما دون الله عز وجل.. ( يجرؤ ) أن يقابل الذين اتخمنا ب ( حواديثه ) وخرافاته عنهم من الرؤساء والملوك والوزراء والمسؤولين ليخاطب حتى اقلهم في عينه منزلة على النحو ( أنت حاجه كويسه..بس يعني ..)...؟؟؟؟!!!!
فيخاطب بها الرسالة العظيمة في حجم الاسلام..ومنزلها عز وجل الشاهد والشهيد من فوق سبع سماوات...؟؟؟؟؟!!!!
_ هيكل كأحد اكبر العلمانيين في هذه الامة ..واصحاب الدعوات اليها..على تبجيله و ( تعظيمه ) للنظريات العلمانية والبدع والضلالات السياسية الغوغائية والديماغوجية المستحدثة البديلة عن عقيدة هذه الامة المعادية لها ...ايعقل انه لا يعلم او يعرف أو يقدر ما يقول....؟؟؟؟؟!!!
_ هذا الرجل الذي يبدو متبرما ومتذمرا من النظام الرسمي العربي ..في انحدار واندحار وانهيار هذه الامة..الم يكن هو نفسه جزء منه ..وعلى اعلى المستويات..؟؟؟؟!!!!! وهو أحد أبرز الصحفيين في القرن العشرين..والمشاركين في صياغة السياسة العربية وصناعة القرار في مصر والعالم العربي....؟؟؟؟؟!!!
_ وإذن فمن يتحمل مسؤولية وأوزار مثل هذا الانحدار والاندحار والإنحطاط في هذه الأمة...أمثله هو...أم ( الإسلام هو الحل )....؟؟؟؟!!!!
_ الاسلام العظيم..الذي يستعصي على الامريكيين وحلفائهم الصليبيين واعداء الامة تدجينه..وشراء ذمم المنتسبين اليه بكل متاع الدنيا وزخرفها في الوقت الذي تباع وتشترى فيه الذمم ولا يثبت في ساح الامة غيره وغير ابنائه الغر الميامين الذين علموا انما هذه الحياة الدنيا متاع وان ما عند الله خير للأبرار رغم الكيد داخليا وخارجيا والحرب الضروس ضد ما هو اسلامي وخيانة النظام الرسمي العربي برمته وخذلانه لقضايا الامة ومرتزقته وماجوريه من كتاب وصحفيين ومثقفين .. هذه العقيدة الجليلة والرسالة العظيمة لا تستاهل من هيكل على مدى عمر يقترب من قرن من الزمان.. ان يقول فيها كلمة خير ولا كلمة عدل ولا كلمة إنصاف على الاقل ..وهو المناط به فرضا وواجبا اعلاء كلمة الله عز وجل ..ان تكون العليا..ودونها من كل البدع والضلالات السفلى...؟؟؟!!!!
_ ولكن هذا الرجل ( الاسطورة ) الذي زيّن الى حد التقديس والتنزيه ثورة 23 يوليو على الملك فاروق..فكرا ومنهجا ..دعوة وتنظيرا..
هو نفسه الذي كان يزين ويعظم ويبجل الملكية وملكها فاروق من قبل..وله في الذكرى الثامنة لجلوس الملك فاروق على عرش مصر مقالة تمجيد وتعظيم تجعل من تمجيده وتعظيمه للثورة عليه شيئا عجيبا وتحمل من ملامح انفصام ما لا يمكن لمثقف وكاتب ذي مصداقية ..او موقف ومبدا قبوله لنفسه ومنها إذ يتحدث تحت عنوان :
( في يوم عيدك يا مولاي....)
(هذه هي الذكرى الثامنة لجلوسك يا مولاي على عرش مصر.. ثمان سنوات وأنت تحمل مسئولية هذا الوطن وهذا الشعب، كنت فيها نعم الملك الدستوري في ظروف لعلها أدق ما مر بها في تاريخ حياتها، أو ليس الفاروق هو الذي قال ذات مرة:
ـ إنني أحب قيادة السفينة أثناء العاصفة.....
و (في نادي سعد زغلول طلب الحاضرون إلى ماهر باشا أن يقول لهم شيئا، فقال: إن أحسن ما أقوله ليعبر عن كل ما نحس به هو أن أهتف من القلب:
ـ يعيش جلالة الملك..

وردد الجميع هتافه..
و (وفي احتفال الأحرار قام الأعضاء وراء هيكل باشا يهتفون باسمك ويدعون الله أن يسدد خطاك.. وفي احتفال الكتلة كان الهتاف لجلالتك يشق عنان السماء بين كل دقيقة وأخرى.
و (لقد علمت مصر كيف تحبك من يوم أن تفتحت عيناك على نور الدنيا، فلم تكن وأنت أمير طفل تترك فرصة لتُظهر فيها عطفك على بنيها واعتزازك بها إلا أظهرتها، وكنت دائما في كل مكان تشعر بأنك المصري الديمقراطي الأول، فكنت في كل مكان خير رمز لمصر وأحسن
عنوان لها)
و...و....الى عين تيك الحواديث والخراريف ونسج خيال التهريف والتزييف إياها... والتي لم يزل يشغل الساحة ويملؤها بها..ولكن الان في تمجيد وتعظيم زمن وعهد ( العمالقة ) و ( الزعماء العظام )..؟؟؟؟!!!!!
وما يدري احد حقيقة وواقعا متى كان في الزمن المعاصر وحال هذه الامة الحالك السواد مثل هذا...؟؟؟؟!!!
ولكن حيث تصدق هنا المقولة ( من شب على شيء شاب عليه ) فعلا...

_ ( الديمقراطي ) جدا..الشديد النزوع الى الحرية إذ يتعلق الامر في مساندة نجيب محفوظ في رواية التزندق والالحاد والجنس الرخيص ( اولاد حارتنا ) ..يساندها ويداوم على نشر اجزائها في الجريدة الرسمية..وإذ يتعلق الامر بكتاب ( هذا الدين ) لأحد اكبر رواد وعمالقة الفكر الاسلامي الحديث..فتنتهي هاهنا حرية الفكر والراي عنده ...؟؟؟؟!!!
_ ( الداعية ) الى حقوق الانسان..إذ يتعلق الامر بأي حيف يقع على كاتب أو مثقف قط..الا يكون صاحب اتجاه اسلامي..وعندئذ فلا مشكلة وحتى إذ يتعلق الامر ب ( اعدام ) اجل فقهاء وعلماء ومفكري الاسلام..وتحت اي ذريعة وأخرى وحجة وأخرى....؟؟؟؟!!!!
_ وهو الشاهد عيان والمعاصر للأحداث..ويكتب بأسلوب ادبي سهل وبسيط..شيق وممتع..يشد القاريء والمشاهد..ويضرب على اوتار النفس الانسانية..ومنتهزا حتى لهجة أبناء مصر البسطاء العاطفيين الطيبين ..أبناء كنانة رسول الله صلى الله عليه وسلم الرقيقي القلوب النبلاء المخلصين ..ولكن فبدل ان يستثمر مواهبه العديدة ومكانته الكبيرة وقربه الشديد من مراكز النفوذ و صنع القرار وعلاقاته الدولية والاممية الواسعة ويسخر ملكاته ومهاراته الفريدة
في الدعوة الى الله عز وجل وهداية التائهين عن ربهم وخالقهم ويذكر ويتذكر الاء الله عز وجل ونعمه عليه ظاهرة وباطنة..فيتجاهل الاسلام ودوره الجليل في صنع هذه الامة تجاهلا هجينا..فكأنه ليس عقيدة هذه الامة ودينها وصانع امجادها وعزتها وكرامتها..وان لا عزة ولا مجد ولا كرامة ولا حرية أو تحرر أو تحرير لهذه الامة الا به..مصداق قول الفاروق رضي الله عنه وأرضاه : ( وما ابتغى العرب العزة بغير الاسلام الا وأذلهم الله ) ..بل كأن لا اثر له ولا تاثير له فيها وظيفة..بل وحتى وجودا...رغم ان الاسلام هو اخر قلاع وحصون هذه الامة وقواها التي لم تزل حية نابضة..رغم كيد الكائدين..وضلالات وبدع الضالين المفسدين..
_ وهيكل الذي لا يشير الى الاسلام اشارة قط..هو نفسه الذي يتحرج الحرج الشديد إذ يتعلق الامر بالسيطرة الاجنبية الغربية ..تحديدا على القرار السياسي العربي وموارد وثروات الامة..ويفضل بدل ذلك الحديث عن ( ديمقراطيتها ) و ( حقوق الانسان ) فيها..وكأن لا حرية ولا حقوق انسان في عقيدتنا الجليلة ..عقيدة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا..و ( لأن تنقض الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله عز وجل من اهراق دم مسلم بغير وجه حق...)
_ وله جمهور غفير من ابناء هذه الامة البسطاء الطيبين الحالمين بمجدها وعزتها وكرامتها وكبريائها ..المحبطين لما آل اليه حالها لمتعلقين بقشة للخروح والنجاة من محن وكروب وخطوب هذه الامة..التي تضربها كالأعاصير والامواج العاتية من كل حدب وصوب..يتحلقون حوله وينشدون اليه فكأنه ( المنقذ )..ولكن..ولا نتيجة ولا قرار ..غير الاوهام..و ( حواديث ) االتهريف والزيف والتزييف وتزوير التاريخ..على هواه..أنى وكيفما يشاء..على الاعم الاغلب بعد أن يكون اصحاب تلك الأحداث التي يحيلها بأسلوبه الفريد الى حواديث وخراريف من نسج الهوى والخيال قد طواهم وغيبهم الموت..فلا يشهد عليه أو يكذبه أحد..ولا سبيل ولا خلاص ..ولكن فيستنفذ ويستهلك وقتهم وحلمهم وأشواقهم وآمالهم..كما المخدر والافيون الذي يظن به المدمنون التعافي والشفاء والعلاج... او الظمآن يجد سرابا ..وهما وخداعا..سراب على سراب على سراب..ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ( ومن لم بجعل الله له نورا فما له من نور...)
_ الرجل ( المعجزة ) وليس له ولا لديه معجزات..غير حواديث على نحو من الأساطير..الاوهام والخرافات..يصوغها على نحو اسلوب ادبي شيق وممتع..يشد القاريء أو المشاهد ..تمهيدا لقلب الموازين والمفاهيم والتصورات على النحو الذي يريد..يسمي اكبر الهزائم العسكرية في التاريخ العربي برمته نكسة..ثم يتناول النكسة على نحو من بطولات وقيادات وزعامات..و ( قلت للزعيم الفلاني..وقال لي... ولكن ...ولكن ) وأخيرا ليخرج مشاهده بخفي حنين..خاويا وفارغا الا من دوار الرؤوس بالاوهام والاحلام..ولا نصر ولا انجاز ولا معجزات ولا حياة ..ولكن الواقع المر الأليم..المثقل بالهزائم والانتكاسات والاحباط وضغوط الحاجات..على نحو السينما الهندية ..فكانها هو في هذه الامة..إذ قيل لأحد المخرجين لأفلامها..ان ما تقدمه السينما الهندية شيء وواقع المواطن الهندي شيء مختلف تماما ليجيب..نحن إنما نفعل ذلك لننسيه هموم واقعه..ولو قدمنا له واقعه الحقيقي لما جاء احد الى شباك التذاكر ليشتري تذكرة ويحضر فيلما....!!!!!!!!!!
_ الرجل المتستر على الجرائم الحقيقية في هذه الامة..إنسانا وديارا فإذ خسرت الامة قضاياها فيها وموقفها منها..فقدت حاضرها وواقعها ..كرامة مواطن وحقوق انسان..تحررا وتحريرا...وضربتها الأعاصير الهوجاء من الغوغاء والزلازل المدمرة من الديماغوجيات...
_ رجل التناقض والمتناقضات العجيبة ..فهو رجل فكرة ( الإشتراكي الناصري ) ..ثمة فداعية الفكر العلماني الغربي لحقوق الانسان...؟؟؟!!!! على ما بين الإتجاهين من تباين شاسع..وجامعهما العلمانية ..او اللادينية المناقضة لمنهج وعقيدة الاسلام...
_ صاحب اللاعقيدة ورجل اللاموقف واللامبدا..ولكن الرجل الأقرب الى تنفيذ المهمات منه الى حملة الفكر والعقائد والمباديء والرسالات...
_ ولنفسه واصحابه ورفاقه القادة الزعماء و ( العمالقة ) الامجاد..فهو إن لم يكن صاحبها وصانعهاعلى الاقل فموجهها والمستشار فيها..ولا امجاد..ولا قادة ولا زعماء ولا عمالقة..أو فما كان حال هذه الامة من الهوان والهزيمة والانحدار والانحدار..والخطوب والكوارث غير ما هي عليه الآن....
_ الحاوي والساحر الذي يحيل ( الحواديث ) و الخزعبلات والاوهام..الى ( حقائق مطلقة )..لا جدال حولها ولا نقاش... !!!!!!!
_ ويتحدث الرجل بإسهاب عن زعماء وعظماء تاريخيين كبارا في اقوامهم ومللهم..علمانيين..وثنيين ..وملحدين الحاديين..بطبيعتهم او بطبائع شعوبهم..فهل كان اقل من كل اولئك في هذه الامة رجال كعمر بن الخطاب وابي بكر وعلي وعثمان..؟؟؟؟!!! وكل رجل منهم ظاهرة ومدرسة انسانية كونية زعيما وإنسانا سواء...؟؟؟؟!!!
بيد أن ذكر مثل هؤلاء بالضررة سوف يحمل المنهج الاسلامي في هذه الامة الى الواجهة والصدارة ..سياسيا واجتماعيا واقتصاديا..حرية وتحررا..دنيا وآخرة..وهو ما لا يطيب لعلمانيي هذه الامة ذكره ..ولا حتى الإشارة اليه في معرض تمجيد ابدا...
_ وحتى عند تناوله لمصطلح ( صراع الحضارات )..فمن شاهد هيكل وهو يحسب الاسلام من ومع صناع الحضارات ..على الرغم من ان الاسلام شاء أو أبى واشياعه في الداخل والخارج هو صانع الحضارة الانسانية الارفع الاسمى والأرقى على مدار التاريخ البشري برمته.. حضارة الرفعة والسمو وأخلاق الرجال والتحرر الانساني الأرقى ..وليس صانع ( حضارة ) الاستعمار وقهر الشعوب والهبوط الانساني والانحطاط الأخلاقي السحيق والتوحش البشري المقيت ..شأن هذه المدنية المعاصرة وليست ( الحضارة ) ..مدنية الشناعات والفظاعات...
أو من شاهد أو سمع هيكل مرة ليحتج أو يتذمر او يتحدث او وحتى ( الإعتراف ) ..ولو لمرة واحده خلال القرن من الزمان أن الاسلام الحضارة الانسانية الحقيقية..تتعرض لقمع وتنكيل وحرب ضروس من الاعداء..
أم أنه لا يرى هذه الحرب الضروس الشرسة التي تقودها امريكا وحلفاؤها الصليبيون واعداء هذه الامة ضد الاسلام...؟؟؟؟!!! خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي واتخاذ الاسلام عدوا وهدفا استراتيجيا ماثلا قائما وقادما لمجرد قوته العقائدية الضخمة الكامنة فيه واخلاقياته الرفيعة السامية في الكون والحياة والانسان ...؟؟؟؟!!!!
_ وإذا كان المشروع الاسلامي في هذه الامة مشروعا وطنيا وقوميا وإنسانيا يملأ الامة بآمال التحرر وأشواق التحرير والنزوع الدائم لعزتها ومجدها وكبريائها عربيا واسلاميا ودوليا..فأن مثل هذا الرجل يأتي على النقيض من ذلك..ليملأ فراغ الضرورة بالاوهام والخراريف والحواديث والخرافات..ومن هنا بالذات تنبع حظوته عند الكثيرين من اعداء هذه الامة في الداخل والخارج سواء..بما تمثله وظيفته و مهمته من نقائض وبدائل واضحة أو خفية على مشاريع هذه الامة العليا الملحة في النهوض والتحرر والاستقلال والعدالة الاجتماعية واستغلال موارد وثروات الامة وتجنيدها في سبيل مشاريع الامة ديارا وانسانا...
_ علمانيوا هذه الامة التغريبيون..سياسيون و ( مثقفون ) الذين لا شان لهم في هذه الامة ومنذ العقود الطويلة من الزمن ..سياسيا غير العزف على أوتار القومية كنظرية علمانية بديل عن الإسلام في هذه الامة ..والشيوعية
واليسارية والاشتراكية أواليبرالية الغربية..في لبوس شعارات وطنية وقومية وتحررية وتحرير..ومثقفون يردفونهم في صب جام اهتمامهم وانشغالهم في الترويج واستجلاب الشذوذ والفجور والاباحية والجنس والالحاد ..وتحت اسماء وشعارات الحرية والتقدم والنهوض ..بديل حاجات وضرورات الامة الى العلوم والتكنولوجيا والتصنيع ..
ليقع لهذه الامة ما وقع على ايديهم السوداء من الهزائم والمحن والخطوب ..الى ترزح تحت وطأته من تخلف وتقهقر وانحطاط ..فضلا عن أدوائها الشديدة الغور من التشرذم والتشتت والتفتت والإنقسام..في خضم أعاصير عاتية من الصراعات الفكرية والايديولوجية والطائفية والعرقية..في ظل ظاهرة عامة وعارمة لغياب مطلق لقيم حقوق مواطن أوكرامة انسان..
( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ...)
( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وأفئدتهم هواء...)
( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة....)